الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث القيروان: تفاصيل قضية رجل استدرج زوجته إلى الغابة ثمّ فقأ عينيها

نشر في  16 أكتوبر 2014  (11:26)

حادثة اليوم هي أغرب من الخيال ولا يمكن أن يتقبلها أحد مهما كانت ديانته وأصوله وحتى ذوي الإجرام تقشعر أبدانهم لمجرد سماع نبأ الجريمة. تصوروا زوجا يستدرج شريكة عمره و أم ابنيه ليستئصل عيناها الإثنتان دون شفقة ولا رحمة لمجرد مشاكل عائلية يعيشها أغلب الناس في حياتهم.
أخبار الجمهورية تحولت إلى منزل الضحية حيث إلتقت الأسرة الملتاعة، و رغم الألم و الحزن الذي كان يعلو ملامح العائلة إلّا أنهم تقبلو زيارتنا بصدر رحب وأمدونا بكامل تفاصيل و حيثيات الجريمة الفظيعة التي تعرضت لها ابنتهم.
وحسب المعطيات التي تحصلنا عليها فالمتضررة تدعى منجية عمرها 27 سنة أصيلة مدينة سليانة تزوجت منذ خمسة سنوات من الجاني  وهو أصيل منطقة ريفية تابعة لولاية القيروان و ككل زوجة تحولت للعيش مع زوجها في مسقط راسه و منذ الأيام الأولى بدأت تتجرع المرارة من تصرفاته المشينة و معاملته السيئة لها لكنها كانت تعيش على أمل أن يعود إلى رشده و يغير أسلوبه خاصة أنها إختارته رغم معارضة أهلها على الزواج منه .حاولت أن تتعوّد على الحياة الجديدة رغم قساوتها فكانت مطيعة لجبروته و تهوره مما زاد في هيجانه حيث أصبح يرى نفسه سي السيد .. مرت الأيام و الأشهر على هذا المنوال و أنجبت المولود الأول من جنس الذكور بعد مرور سنة فاستبشرت به خيرا وأنجبت المولد الثاني وذهب في ظنها أن الحياة سوف تصبح جميلة وأن يتغير زوجها معها ليكون الزوج الصالح لكن لا حياة لمن تنادي لقد تعود على تعنيفها و شتمها بأبشع النعوت فكانت كل مرة تحمل طفلاها و تهرب إلى منزل والديها بسليانة و لأن عائلتها بسطاء كان يستغل بساطتهم و طيبتهم ليعود بزوجته إلى منزل الزوجية بعد أن يقنعهم أنه ندم على فعلته و يعاهدها بأن يغير معاملته السيئة لها فتقبل المسكينة وتضحّي من أجل ابنيها و لا يمر يوم واحد بعد عودتها إلّا ويعود إلى ما كان عليه سابقا.

استدرجها إلى الجبل ليقتلها وشقيقه أنقذ حياتها

ويوم الواقعة المشؤومة و الموافق لأوّل أيام الأسبوع الفارط إستأجر الجاني  سيارة و إتجه إلى الحانة أين احتسي كمية كبيرة من بنت العنب و بدأ يخطط في التخلص منها نهائيا و ذلك بقتلها و للغرض خطرت بباله حيلة استدراجها قصد التنزه و القيام بجولة في المدينة و لأنها طيبة و بسيطة انطلت المسرحية على المسكينة خاصة أنها لأول مرة منذ زواجهما تسمع كلاما معسولا من زوجها فذهب في ظنها أنه ندم على أفعاله كما زعم لها و لم يخطر ببالها أنه يكيد لها شرا و دون تردد وافقت على الجولة ..و خلال رحلة التجوال أخذ إتجاه مسلك الجبل و التي تحيط به غابة كثيفة الأشجار فسألته عن إختياره لهذا المسلك الوعر فأقنعها بأن له رغبة في التنزه في الطبيعة الجميلة و أنه لا يتحمل ضجيج المدينة فصدقته و ما إن وصل إلى المكان الذي إختاره . بدأ يكشر عن أنيابه و أعرب لها عن نيته في التخلص منها و في غضون لحظات تحول الزوج الوديع إلى حيوان وحشي هائج.
 حيث أخذ في لكم زوجته و ركلها  ثم أمسكها من شعرها و جذبها من السيارة لتسقط أرضا ولم يكفه ذلك فجذب عصا غليظة كان يخفيها داخل السيارة من الخلف ورغم توسلاتها له بانها عشيرة عمره و أم أبنائه لم يرحمها و لم يرأف قلبه فقام بضربها على مستوى الرأس إلى أن خارت قواها و أغمي عليها و دون شفقة أو رحمة أدخل أصابعه في عينها اليمنى ليقتلعها من مكانها ثم أدخل عودا خشبيّا ليكمل اقتلاع العين اليسرى و ظنا منه أنها توفيت عاد إلى المنزل لجلب بعض المعدات قصد إخفاء الجثة لطمس جريمته و أثناء عودته تفطن شقيقه الأكبر لارتباكه وأثار دماء على ملابسه فسأله عن السبب فكانت إجابته أنه تشاجر مع شخص لكن الشقيق لم يصدق مزاعم شقيقه خاصة أنه يعلم أنه حمل معه زوجته لكنه عاد بدونها و بدأ الشك يدور في مخيلة الشقيق الأكبر و لمعرفة السبب تحول إلى الجبل عن طريق شاحنته و أثناء وصوله سمع أنين زوجة أخيه المسكينة و كم كانت صدمته كبيرة عند إكتشافه لذلك المشهد المريع حيث حملها بين يديه ليضعها في الشاحنة متجها بها إلى أقرب مستشفى وفي الطريق اعترضه الجاني الذي كان ينوي العودة لاكمال ما صمم عليه لطمس الجريمة استوقفه شقيقه قصد لومه على فعلته و عوض أن يثوب إلى رشده نزل من السيارة و قام بالاعتداء على شقيقه الأكبر بواسطة سكين على مستوى ذراعه محاولا منعه من اسعافها لكن هذا الأخير تحامل على نفسه و أفلت من بطش أخيه ورغم الملاحقة الهستيرية من طرف الجاني إلّا أنه تمكن من الوصول إلى المستشفى لاسعاف الضحية وإبلاغ السلطات الأمنية بالجريمة أما الجاني فقد عاد أدراجه ليتحصن بالجبل، ولخطورة حالة الزوجة تم نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الأغالبة و منه إلى مستشفى سليانة ثم مستشفى الهادي الرايس بباب سعدون بالعاصمة أين خضعت لعملية جراحية دقيقة لكنها لم تكلل بالنجاح و هنا تدخل أحد رجال الأعمال وهو فاعل خير حيث تكفل بمعالجة المتضررة بمصحة خاصة وأنّ عائلتها بسيطة وفقيرة أما في ما يخص الجاني.

الجاني حرّ طليق

رغم مرور أسبوع لا يزال الجاني في حالة فرار وهناك معلومات تفيد أنه يتردد على منزل والديه من حين إلى آخر كما أفادتنا عائلة المتضررة أن المتهم يقوم بالاتصال بهم من أرقام عديدة يهددهم فيها و يقوم بشتمهم حيث قال لهم بالحرف الواحد «راني نادم كي ما قتلتهاش» وبالنسبة لقرائنا الكرام نأسف على عرضنا الصور الفظيعة للمتضررة لكن ذلك واجبنا لكي لا يضيع حق الضحية كما نريد لفت نظر المنظمات الحقوقية و السلط المسؤولة قصد تتبع حالة الضحية و اعتبار الجريمة كقضية رأي عام و تشديد أقصى العقاب على هذا الوحش الآدمي كعقاب على الجريمة البشعة التي إرتكبها في حق الزوجة المسكينة بعد أن أفقدها أعز ما يملكه الإنسان وهي نعمة البصر.
عائلة منجية تحدثت إلينا و التمست منا أن نساهم في لفت إنتباه المنظمات الحقوقية و الإعلام بصفة عامة كما ترغب في رفع صوتها إلى وزارة الداخلية قصد التدخل وإيقاف هذه المهزلة الحاصلة.. فابنتهم فقدت بصرها و الجاني لا يزال ينعم بالحرية دون اكتراث وزد على ذلك فهو يقوم بالاتصال بهم يوميا و يهددهم حسب أقوال العائلة طبعا والمتمثلة في شقيقيها شريف ورمضان وخالها عمر الذين ساعدونا على جمع كامل التفاصيل للجريمة الفظيعة أما الأبوين و نظرا لحالتهما النفسية المنهارة فلم نتمكّن من أخذ أقوالهما حيث اكتفينا بما جمعناه من معلومات.

عبد القادر الدريدي